يسعدني ان اهنئكم جميعا بعيد الميلاد المجيد متمنيا لكم عيدا سعيدا مباركا متمتعين ببركات سر التجسد.
احتفالنا بعيد الميلاد هو احتفال بسر التجسد العجيب الذي يعبر عن محبة اللة نحونا، اذ قبل ان ياتي الي عالمنا وياخذ طبيعة بشرية بنفس عاقلة. فكما يذكر القديس يوحنا اللاهوتي ” والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجدة مجدا كما لوحيد من الاب مملؤا نعمة وحقا ” يو ١ :١٤.
هدف التجسد الالهي هو خلاصنا من سلطان الخطية والموت والفساد
في البشارة بميلاد الرب يسوع قال الملاك للعذراء أم النور “ها أنت ستحبلين وتلدين أبناً وتسمينه يسوع” لو١: ٣١ وكلمة يسوع معناها المخلص. لذا عندما ظهر الملاك ليوسف ليكشف له سرالحبل المقدس اوضح لة معني اسم يسوع قائلاً “لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حُبِل به فيها هو من الروح القدس. فستلد أبناً وتدعو أسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم” مت١: ٢٠- ٢١. الله رؤوف ورحوم غافر الخطايا والذنوب فلو كان الأمر هو مغفرة الخطايا فقط فلا حاجة للتجسد ولكن الأمر كان أعمق من ذلك. سقوط الإنسان الأول آدم أدي إلى سقوط الجنس البشري كله تحت سلطان الخطية والموت والفساد. أصبح الإنسان عاجزاً أن يتبرر بأعماله وأيضاً الناموس كان عاجزاً أن يبرر الإنسان لذلك أحتاج الجنس البشري للمخلص الفادي “إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله. متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله” رو٣: ٢٤- ٢٥. الخلاص تم بالفداء بموت المسيح على الصليب نيابة عن البشر ليهبنا التحرر من سلطان الخطية والموت والفساد “فالله إذ أرسل أبنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد” رو٨: ٣.
القديس بولس يشرح لنا معني أنه دان الخطية في الجسد بقوله في رسالته إلى العبرانيين “ولكنه الأن قد أُظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه” عب٩: ٢٦ لقد أبطل الخطية بأن قدم نفسه ذبيحة مقدماً طاعة البشرية الكاملة لله “أطاع حتى الموت موت الصليب” فيلبي٢: ٨ بمعصية آدم مات آدم “يوم أن تأكل منها موتاً تموت” تك٢: ١٧ ومات معه الجنس البشري “في آدم يموت الجميع” ١كو ١٥: ٢٢ بطاعة آدم الثاني قهر الموت بالموت ووهب لنا الحياة “لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع” ١كو١٥: ٢٢. المسيح أبطل الخطية بذبيحة نفسه أي أبطل شوكة الموت لذا “أُبتلع الموت إلى غلبة أين شوكتك يا موت وأين غلبتك يا هاوية، أما شوكة الموت فهي الخطية” ١كو١٥: ٥٤- ٥٦.
أحبائي
علينا أن نتذكر الحرية التي وهبها لنا الله بتجسد أبنه الوحيد وموته على الصليب. لذا علينا أن نحيا أحراراً من الخطية نحيا حسب الروح وليس حسب الجسد “فإذاً أيها الأخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون” رو٨: ١٢- ١٤. نحن مدعون أن نسلك حسب الروح “إنما أقول أسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد” غلا٥: ١٦.
أحبائي
نفرح اليوم بمحبة اللة التي اظهرها اللة لنا بتجسدة العجيب لاجل خلاصنا. لذا علينا ان“ نحبة لانة احبنا اولا ” ١ يو ٤ :١٩ ومحبة اللة لنا تجعلنا نحب بعضنا بعض محبة عملية ” ايها الاحباء ان كان اللة قد احبنا هكذا ينبغي لنا ايضا ان يحب بعضنا بعضا“ ١ يو ٤ : ١١ ” يا اولادي لانحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق ” ١ يو ٣: ١٨.
أحبائي
نستقبل عيد الميلاد المجيد هذا العالم وسط ظروف صعبة تواجهها بلاد العالم كلة خاصة الغلاء وارتفاع اسعار الاحتياجات الاساسية مما يضع اعباء قاسية علي الاسر خاصة محدودي الدخل.
نصلي ان يرفع اللة عن العالم الحروب والغلاء ويشبع الجميع من غناة. كما علينا ان نتذكر اخوتنا المحتاجين ونسعي لعمل الخير متذكرين قول القديس بولس الرسول “فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكل. فاذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الإيمان” غلا٦: ٩- ١٠.
نصلي لاجل سلام الكنيسة المقدسة ولاجل سلام العالم. نصلي لاجل ابينا وراعينا الحبيب قداسة البابا تواضروس الثاني وجميع الاباء المطارنة والأساقفة والاكليروس وكل الشعب المحب للمسيح
نصلي لاجل جميع نفوس احبائنا الذين سبقونا الي الفردوس ومعهم نفوس ابائنا الاحباء القمص لوقا سيداروس والقمص جون ميخائيل و القمص اسطفانوس حنا طالبين ان ينيح اللة نفوسهم البارة في فردوس النعيم ويهب اسرهم واحبائهم سلامه الذي يفوق كل عقل، وبهجة وفرح تجسده وميلاده المجيد.
وكل عام وجميعكم بخير وسلام
الأنبا سرابيون